على الرغم من إصابة نسبة كبيرة من الأشخاص بمرض جفاف العين والتهابها على مستوى العالم، إلا أنه من أكثر أمراض العيون استهانة به، ويبطئ المرضى والمصابون بجفاف العين في الكشف واستشارة الطبيب وتلقي العلاج المناسب حتى تظهر أعراضه بوضوح مسببة لهم الحرج الشديد وإجهاد العين وآلامها المستمرة. فيما يلي سنتعرف أكثر عن المرض وأسباب الإصابة به، وهل توصل الأطباء إلى طرق علاجية تساعد المرضى من التخلص من جفاف العين نهائياً أم لا.
يعتقد البعض أن جفاف العين ما هو إلا عرض ينتج عن الإصابة بمرض ما من أمراض العيون المختلفة، لكن يشير الأطباء إلى أن جفاف العين مرض بحد ذاته. نعم قد ينتج عن الإصابة بمرض ما مثل الأمراض المناعية المختلفة، ولكن يمكن أن يُصاب به الشخص بشكل منفصل أيضاً نتيجة لعدة أسباب وعوامل أخرى.
تتعدد الأسباب والممارسات السلوكية الخاطئة من جانب البعض، والتي من شأنها أن تؤدي إلى الإصابة بمرض جفاف العين، ومن أهمها:
الاستخدام المفرط لأجهزة الكمبيوتر والتليفونات وشاشات التلفزيون.
عدم شرب الماء بقدر كافٍ يومياً.
استخدام العدسات اللاصقة وعدم تطهيرها وترطيبها بشكل صحيح.
استخدام بعض الأدوية التي تسبب جفاف العين، ومن أهمها أدوية الحساسية.
تؤدي كل من العوامل السابقة إلى إجهاد العين وتبخر طبقة الدموع، والتي تعد واحدة من أهم الوسائل المناعية لمجابهة الميكروبات والبكتيريا التي تقتحم العين، لذلك في حالة عدم علاج جفاف العين الشديد وتلقي العلاج بأسرع وقت ممكن تبدأ أعراض المرض في الظهور بقوة.
عادةً يكون جفاف العين مصحوباً بعدة أعراض واضحة للغاية وتسبب إزعاجًا شديدًا للمريض، ومنها ما يلي:
احمرار شديد في صلبة العين.
الزغللة المستمرة.
تشوش الرؤية.
الشعور بالوخز والألم.
إدماع العين في بعض الحالات.
الرغبة في فرك العين باستمرار.
يمكن التخلص من جفاف العين وأعراضه من خلال استخدام القطرات الطبية التي تعمل على ترطيب أنسجة العين، لكن كي تحقق تلك القطرات النتيجة المرجوة منها في العلاج يجب المداومة على استخدامها لفترة زمنية طويلة نسبياً قد تتجاوز عدة أشهر في الحالات المتقدمة من الإصابة، وهو الأمر الذي يتسبب في تذمر بعض المرضى وعدم قدرتهم على الالتزام باستخدامها في الكثير من الأحيان نظراً لظروف الحياة المختلفة.
لذلك توصل الأطباء إلى طرق علاجية مختلفة تساعد المريض في التخلص من جفاف العين وفي أقصر فترة ممكنة.
لم تعد تقتصر طرق التخلص من جفاف العين على استخدام القطرات المرطبة فقط، بل توصل الأطباء إلى المزيد من الطرق الأخرى أكثر فعالية في العلاج، ومنها جلسات تنظيف الجفون من الطبقات الدهنية الزائدة التي تسبب تراكم المزيد من البكتيريا المسببة للالتهاب، أو عن طريق استخدام سدادات القناة الدمعية للحفاظ على طبقة الدموع لفترة أطول، وتعويض المركبات المكونة لدموع العين.
دائماً ما يبحث المرضى عن حل يساعدهم في التخلص من جفاف العين نهائياً دون الحاجة إلى استخدام القطرات العينية باستمرار أو الخضوع إلى الطرق العلاجية الأخرى على فترات متباعدة. لكن إلى الآن لم يتوصل إلى علاج نهائي للجفاف، بل يعتبره الأطباء نوعًا من الأمراض المزمنة التي تصيب الشخص وتستمر معه مدى الحياة، وتساعد الطرق العلاجية المختلفة في السيطرة على أعراضه فقط.
لذلك تحتاج حالات جفاف العين إلى المتابعة الدورية والالتزام بالعلاج الذي يصفه الطبيب لتجنب مضاعفاته المحتملة من الإصابة بالتقرحات وغيرها.
اعرف المزيد عن جفاف العين و تصحيح النظر
.jpg )
