متى تتحسن الرؤية بعد عملية ترقيع القرنية؟ سؤال يشغل بال أذهان المرضى المصابين بتلف القرنية الجزئي عقب إخبارهم بضرورة الخضوع إلى عملية الترقيع.
ربما ينتظر المرضى دورهم للحصول على قرنية من متبرع لفترات طويلة، إلا أن القلق الدائم بشأن عدم عودة الإبصار مجدداً يبقى دائماً سيد الموقف.
عزيزي القارئ.. لا تقلق حيال ذلك الأمر، نحن نعلم أن العين عضو حساس، ونتفهم مدى قلقك من مضاعفات التدخلات الجراحية، لا سيما إن مَثَلَت الجراحة الأمل الأخير في عدم فقدان الإبصار إلى الأبد، لذلك نحن هنا اليوم لتوضيح ماهية تلك الجراحة، والنتائج المتوقعة بعدها.
قبل أن نستفيض في الحديث عن الرؤية بعد عملية ترقيع القرنية، فلنتعرف على طبيعتها أولاً.القرنية هي ذلك الجزء الشفاف الموجود في مقدمة العين، وتتكون من عدة طبقات، كالآتي:
الطبقة الأمامية الشفافة: تتكون تلك الطبقة من نهايات عصبية حساسة، وتُغَطى بطبقة سائلة تمدها بالغذاء.
غشاء بومان: يقع هذا الغشاء في الطبقة التالية، ويتكون من خلايا الكولاجين لحماية القرنية.
طبقة البطانة: تتكون من خلايا تساعد على تنظيم نقل السوائل داخل العين للحفاظ على شفافيتها.
تهدف عملية ترقيع القرنية إلى إصلاح عيوب القرنية دون الحاجة إلى استبدالها بالكامل، فهي تعتمد على استبدال بعض الطبقات المصابة بطبقات أخرى من متبرع بالقرنية.
تتعدد أمراض العيون التي تسبب تلف القرنية، والتي غالباً ما تتسبب في فقدان الإبصار، نذكر من بين تلك الأمراض الآتي:
الندبات التي نتجت عن الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية.
تقرحات القرنية.
مرض القرنية المخروطية، ويمكنكم التعرف على القرنية المخروطية اسبابها وعلاجها من هنا.
قد يؤخر مرض القرنية المخروطية التئام الأنسجة مقارنةً بغيره من أمراض القرنية، لذلك يحرص جراحو العيون حينها على بذل قصارى جهودهم في زرع الأنسجة الجديدة بدقة شديدة تفادياً لعودة التحدب مرة أخرى، وتجنباً لتحول تلف القرنية الجزئي إلى تلف كلي.
قد لا تتضح الرؤية خلال الأيام الأولى بعد عملية ترقيع القرنية، فتظل ضبابية بعض الشىء لعدة أسابيع.
تستمر العين في التعافي خلال الفترة ما بين الشهر الثاني والشهر الثالث من وقت إجراء عملية ترقيع القرنية حتى تصل إلى مرحلة الشفاء التام، فتستقر حالة العين وتتضح الرؤية تماماً.
لن يتغير لون عينيك بعد إجراء عملية زرع القرنية، حتى وإن كانت القرنية المنقولة من متبرع ذي عينين مُلونتين، وذلك لأن أجزاء القرنية المزروعة شفافة. ويعتمد لون العين على كمية التصبغات الموجودة في القزحية والتي لا تتعلق تماماً بالجزء المنقول.
ارتداء نظارة شمسية لحفظ العين.
تفادي فرك العينين، وذلك للحد من إصابة الشعيرات الدموية الصغيرة التي تغذي الأنسجة المزروعة.
عدم ممارسة الأنشطة البدنية العنيفة تجنبًا للإصابة بكدماتٍ العين.
تجنب ممارسة السباحة على الأقل أول ثلاثة أشهر، وذلك لأن مياه حمامات السباحة تحتوي على مادة (الكلور) الذي يضر العين.
تجنب النوم على الجانبين، ومحاولة النوم على الظهر، لتفادي تضرر الأنسجة المزروعة.
الحرص على عدم دخول الماء والصابون أو غسول الوجه إلى العين.
استعمال المضادات الحيوية، وقطرات العيون الموصوفة من قِبل الطبيب المعالج، بالإضافة إلى مثبطات المناعة، وذلك لتقليل استجابة الجسم المناعية ضد الأنسجة المزروعة.
لا نغفل عن ذكر أهمية الالتزام بمواعيد الاستشارة لضمان نجاح العملية، وتفادياً لحدوث مضاعفات - لاقدر الله-
تتفاوت مدة التحسن وفقًا للعديد من العوامل، منها تأخر التحام القرنية المزروعة مع أنسجة القرنية الطبيعية،ذلك بالإضافة إلى:
سن المريض: قد يحتاج كبار السن مدة زمنية أطول مقارنةً بغيرهم من أجل تحسن الرؤية.
وضع المصاب الصحي: قد يحتاج المصابون بالسكري لبعض د الوقت الإضافي لالتئام أنسجة القرنية.
وغالباً ما يعاني مرضى السكري في اليوم الأول بعد العملية من ظهور بعض الآثار الجانبية، مثل:
ضبابية الرؤية.
ظهور هالات ضوئية مزعجة.
الشعور بالألم.
يلاحظ مرضى السكري تحسنًا تدريجيًا في مجال الرؤية بعد عملية ترقيع القرنية، فنجد أن مستوى النظر يتحسن بعد عدة أشهر بنسبة كبيرة مقارنةً بالأيام الأولى بعد الجراحة.
مهارة الطبيب: تؤثر كفاءة الطبيب والأدوات المستخدمة على تحسن الرؤية بعد عملية ترقيع القرنية، لذلك ننصح بتوخي الحذر عند اختيارك لطبيب العيون، والمستشفى محل إجراء العملية.
انتهى مقالنا..
تناقشنا اليوم حول مدى تحسن الرؤية بعد عملية ترقيع القرنية، كما أوضحنا معلومات شافية حول تفاصيل تلك الجراحة.
إن كنت ترغب في معرفة المزيد من المعلومات المتعلقة بامراض القرنية الشائعة وطرق علاجها، قتابع الموضوعات المنشورة في مدونتنا الطبية.